تعتبر التغذية العنصر الأساسي لاستمرارية الحياة، وهي تلعب دورًا هامًا بالنسبة للأفراد المصابين باضطراب طيف التوحّد. إذ إن التغذية السليمة تؤدي إلى إحداث تطورات إيجابية في وظائف الدماغ، والتخفيف من الأعراض المرتبطة بالتوحد، وتحسين السلوكيات، والتقليل من أعراض الأمراض المصاحبة، ما يؤدي في النهاية إلى رفع مستوى جودة الحياة.

يعاني الأفراد المصابون بالتوحد من مشاكل غذائية كبيرة، إذ قد تؤدي مشاكل الجهاز الهضمي واضطرابات تناول الطعام لديهم إلى حدوث مشاكل صحية خطيرة على المدى الطويل. وتلعب التغذية الصحية دورًا بالغ الأهمية في تخفيف مشاكل الجهاز الهضمي لدى المصابين بالتوحد. ومن بين المشاكل التي تظهر بشكل شائع لديهم: الإمساك، الإسهال، الارتجاع المريئي، القيء، آلام البطن وعدم الراحة، الغازات، البراز ذو الرائحة الكريهة، عدم تحمّل الأغذية، ومتلازمة الأمعاء المتسرّبة. ويُلاحظ أن الإمساك عند الأفراد المصابين بالتوحد يحدث بمعدل أربعة أضعاف مقارنة بأقرانهم، ويرجع ذلك بدرجة كبيرة إلى انتقائية الطعام، وتناول الطعام بشكل محدود بسبب رائحته أو طعمه أو خصائصه الأخرى.

إن النظام الغذائي الفقير بالألياف وغير المتنوع يؤدي إلى تفاقم مشاكل الجهاز الهضمي. هذه الأعراض قد تؤدي إلى التهيّج، وإلحاق الضرر بالذات أو الآخرين، وإصدار أصوات غير مفهومة، والصراخ، واضطرابات النوم. كذلك فإن بعض الأدوية التي يُضطر لاستخدامها بسبب عادات التغذية أو مشاكل السلوك، قد تؤدي إلى خلل في تكوين الجسم وزيادة مفاجئة في وزن الجسم.

وبالتالي فإن الحالة التغذوية السيئة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أعراض التوحّد. ومن ناحية أخرى، أثبتت بعض التدخلات الغذائية المختلفة في التوحّد فعاليتها في تخفيف هذه الأعراض.

 

Leave A Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *