الميكروبيوتا هي مصطلح يشمل الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش معنا، وتتكون من آلاف الأنواع المختلفة التي تشمل تريليونات من الكائنات الحية الصغيرة مثل الفيروسات، البكتيريا، الفطريات، الطفيليات، وغيرها. تلعب هذه الكائنات دورًا مهمًا في الحماية، الأيض، الوظائف المناعية، والنشاطات الأيضية النهائية. تعد الميكروبيوتا نظامًا ديناميكيًا متغيرًا له تأثيرات كبيرة على صحة الإنسان وأصول العديد من الأمراض.

يتم استخدام مصطلح “الميكروبيوم” غالبًا بالتبادل مع “الميكروبيوتا”، لكن في بعض الأحيان يُستخدم الميكروبيوم للإشارة إلى الجينومات الخاصة بالكائنات الدقيقة المكونة للميكروبيوتا. في هذه الحالة، فإن المصطلح الأكثر دقة هو “الميتاجينوم”، والذي يعبر عن التحليل الجيني المتقدم للكائنات الدقيقة. تمتلك الميكروبيوتا جينومًا يعادل 100 ضعف الجينوم البشري.

على الرغم من أن الميكروبيوتا لا تتكون فقط من البكتيريا، إلا أن التحليلات الجينية أظهرت أن 93٪ من إجمالي الحمض النووي الخاص بالميكروبيوتا يعود إلى البكتيريا، بينما تمثل الفيروسات (الفيروبوتا) 5.8٪، والفطريات (الميكوبوتا) 0.1٪ فقط. لهذا السبب، عندما نتحدث عن الميكروبيوتا، فإننا غالبًا ما نشير إلى البكتيريا، وخاصة تلك الموجودة في الجهاز الهضمي، ولا سيما البكتيريا اللاهوائية.

تم تصنيف البكتيريا التي تشكل الميكروبيوتا إلى ست مجموعات رئيسية من الفيلات:

  • Actinobacteria
  • Bacteroidetes
  • Firmicutes
  • Proteobacteria
  • Fusobacteria
  • Verrucomicrobia

التوازن الميكروبي (Eubiosis) والاختلال الميكروبي (Dysbiosis)

توجد الميكروبيوتا المعوية في حالة توازن بين عدد الأنواع وتنوعها، وهو ما يسمى الإيوبيوزيس (Eubiosis)، وعندما يختل هذا التوازن، يُعرف بـ الديسبيوزيس (Dysbiosis). أظهرت العديد من الدراسات العلمية أن الحفاظ على هذا التوازن ضروري للصحة، في حين أن اختلاله يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمختلف الأمراض.

المحاور الرئيسية بين الميكروبيوتا وأجهزة الجسم

لقد تبين أن هناك تفاعلًا ثنائي الاتجاه بين الميكروبيوتا والجسم عبر محاور مختلفة، تشمل:

  • محور الأمعاء والدماغ
  • محور الأمعاء والعظام
  • محور الأمعاء والقلب
  • محور الأمعاء والكبد

في هذا السياق، يتم وصف الميكروبيوتا بأنها “قائد الأوركسترا” للجسم، مما يعني أن التوازن الميكروبي يؤثر بشكل مباشر على العديد من وظائف الجسم. يتم توجيه العديد من العمليات الفسيولوجية في الجسم من خلال النشاط الأيضي للبكتيريا المعوية والمنتجات الأيضية النهائية التي تنتجها.

الميكروبيوتا وعلاقتها بالأمراض

حددت الأبحاث العلمية العديد من الأنظمة الحيوية والأمراض المرتبطة بالميكروبيوتا، ومنها:

الأمراض العصبية والنفسية

  • القلق والاكتئاب
  • اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه(ADHD)
  • الاضطرابات النمائية العصبية (التوحد، الفصام)

الأمراض العصبية التنكسية

  • مرض ألزهايمر
  • الخرف
  • مرض باركنسون
  • التصلب المتعدد(MS)

اضطرابات الجهاز الهضمي

  • مرض التهاب الأمعاء(IBD)
  • التهاب القولون التقرحي
  • مرض كرون
  • متلازمة القولون العصبي(IBS)
  • مرض الكبد الدهني غير الكحولي(NAFLD)

الأمراض الأيضية

  • السمنة
  • متلازمة التمثيل الغذائي
  • داء السكري من النوع الأول والثاني

الإدمان

  • إدمان الطعام
  • إدمان الكحول والمخدرات

اضطرابات المناعة الذاتية

  • الربو والحساسية
  • الألم العضلي الليفي(Fibromyalgia)
  • تصلب الجلد(Scleroderma)
  • الذئبة الحمامية الجهازية(SLE)

أمراض الجهاز التنفسي

  • مرض الانسداد الرئوي المزمن(COPD)
  • التليف الكيسي(CF)

أمراض الجهاز التناسلي والبولي

  • التهابات المسالك البولية(UTI)
  • متلازمة تكيس المبايض(PCOS)
  • الخصوبة والعقم

بعض أنواع السرطان

  • سرطان المعدة
  • سرطان القولون
  • سرطان البنكرياس
  • سرطان عنق الرحم
  • سرطان البروستاتا
  • سرطان الجلد

الأمراض الجلدية

  • حب الشباب(Acne)
  • الصدفية(Psoriasis)
  • التهاب الجلد التماسي

أمراض العظام

  • هشاشة العظام
  • التهاب المفاصل العظمي

Leave A Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *